بقلم الكاتب الصحافي عبدالله العبادي
المختص في الشؤون العربية والإفريقية
في نظري كل من يؤسس هويته ونضاله على الكراهية يقر ضمنيا بانه لا يستطيع أن يكون من دون وجود آخر يكرهه، وطبعا الهوية التي يبني عليها الكاره وجوده قد تكون ثقافية أو دينية أو إيديولوجية.
فالجهل يقود الى الخوف والخوف يقود الى الكراهية والكراهية تقول الى العنف، هذه هي المعادلة حسب ابن رشد، فالتيارات الإيديولوجية اليوم مسكونة بعقلية الغنيمة يستمد قياديوها شرعيتهم من الغلبة والنفوذ، لا من القانون، في تناقض تام مع مبادئ الدولة الحديثة ذات المؤسسات المستقلة والدستور الوطني.
الشباب الذي يناضل اليوم من أجل حقوقه المشروعة سقط ضحية جماعات ذات مرجعيات مختلفة الباحثة دوما عن مصالحها الضيقة، وليس دفاعا، لا عن الشباب ولا عن الشعب ولا عن الوطن. مختلف الإيديولوجيات اليوم تركب هذه الموجات فقط لتحقيق مصالح داخلية وخارجية. لأن معظم هذه الجماعات سواء الجماعات الإسلامية أو اليسار الراديكالي لا يؤمنون بمفهوم الوطن ولا يشتغلون من أجل تنمية الوطن بل من أجل مصالح خارجية.
شباب اليوم بحاجة أن نلحقه كإعلاميين ومثقفين ومفكرين وعلماء اجتماع وعلماء سياسة، ومنظمات المجتمع المدني وأحزاب سياسية نزبهة، من أجل تأطيره وتوعيته وإشراكه في نقاشات وطنية صرفة بعيدا عن الخونة وبعيدا عن أعداء الوطن وبعيدا عن كل الفاسدين والمفسدين الذين يتربصون بهذا الوطن ويريدون إيذاءه.
شباب اليوم بحاجة لكل القوى الوطنية من أحزاب سياسية وسياسيين نزيهين كما ذكرت، وإعلاميين ومثقفين من أجل فتح نقاش وطني مجتمعي خالص يتحدث عن قضايا الوطن وعن قضايا الشباب وكل المشاكل التي يعاني منها الشباب، وأيضا عن الحلول التي يمكن أن نطرحها أو نقترحها لإيجاد حلول آنية لكل المشاكل التي يعاني منها المجتمع.
الوطن اليوم بحاجة إلى شبابه والشباب بحاجة الى توعية في المدارس والجامعات وحتى داخل المجتمع وعلى القنوات الإعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أيضا من أجل خدمة مشتركة لهذا الوطن الكبير.
لا يمكن ان نترك هؤلاء الشباب ضحية نقاشات واجتماعات مغلقة وغرف مظلمة وبين أيدي الخونة وأعداء الوطن وكل من يريد الإساءة لهذا البلد عن طريق شبابه، لذلك اظن انها مسؤولية المجتمع كله ومسؤولية الإعلام ومسؤولية نخبة المثقفين، لإيجاد طريق حقيقية للحوار ولفتح نقاش وطني مع هؤلاء الشباب لأنهم ضحيه مآمرات خارجية ضد المملكة المغربية.
Please follow and like us:
